الأربعاء، ١٩ محرم ١٤٣٣ هـ
قُيثاَرةُ وَنايْ
الأحد، ١٤ رمضان ١٤٣٢ هـ
السبت، ١٣ رمضان ١٤٣٢ هـ
أفكار تتناثر
السبت، ٢٩ شعبان ١٤٣٢ هـ
رَقًصة الأقْحُوانِ
بحثتُ هنا ... بحثتُ هُناك ، لكنني لم أنتبه بأنَ السماءَ لها عيون !
أدرتُ ظهري بائسةً عابسةً مذهولةً ، ثم دقتْ الموسيقى بابَ أذني ،أذنتُ لها بالدخولِ ... نظرتُ إلى مصدرِ العزفِ
...
فوجدتُ الأقاح يرقص في السماءِ !
ناداني و قال لي برقةٍ : " هل تودينَ مشاركتنا بالرقص !؟ " ، ضحكتُ بابتسامةٍ خبيثةٍ و قلتُ : " أجل ! "
فتقدمَ أميرهم و أخذني ..رقصنا حتى المساء
لم أشعر بمرورِ الوقتِ ، فكنت لاهيةً بالرقصِ معهم ، مندمجةً مع براعمه ، مغمورة في لونهِ الأصفر العائم و الأبيض الساحر
فرغتُ كلَ ما في الوجدانِ ، و كأنني لم أكنْ مثابرةً طيلة حياتي !
تأنى الوقتَ و جاهدَ في فعلِ ذلك ! حتى توقفَ الأقاح عندَ منتصفِ الليلِ ، تشبثتُ بهِ آملةً بألا يتركني
لكنهُ ضحكَ و قالَ : " لنا أسبوعاً جديداً بالحياة ! " لم أفهم ما قالَ ! لكنني على أيةِ حالٍ تناسيتُ ؛لأننا كنا نرقص كل يومِ جمعةٍ
وكل مرةٍ كان الأقاحُ يرددُ تلك العبارة
اعتادَ القمر و الريح ، اعتادتْ السماء و تراتيل الموسيقى على لقاءِ الرقصة
و كم كثر السؤال و الثرثرة و الفضولية عن سبب عدم بيعي للأقاح كعادتي يوم الجمعة !!تغاضيتُ عن أسئلتهم مدركةً جهلهم عن لذةِ تلكَ الرقصة !
انتهى الربيع .. ثم تناهى الصيف
في يومِ الجمعةِ الخريفي ذلك ، ذهبتُ كعادتي إلى حديقةِ منزلي الخلفية ، لكن الأقاح كان قدْ عادَ مكانهُ ولم يرقص
فاستغربتُ و صرختُ : " هيا بنا نرقص أيها الأقاح "
لكنهُ لم يردَ عليّ ، ذهلت ! سألتُ كل الورود الأخرى المتواجدة في حديقةِ منزلي الأمامية
لكنهم لم يردوا عليّ !!
عدا الأرجوان ... رفدَ عليّ بإجابةٍ صقعتُ بعدها !
قال فيها : " سحرك الزمن لأنهُ يجب الأقاح ، فجعلكِ تتخيلين نفسكِ ترقصين مع الأقاحِ بما يسمى " رقصةَ الأقحوانِ ؛ كي لا تبيعيه يومَ الجمعةِ ، بالمناسبة ذلك كان معنى تلك العبارةِ التي كان يختتمُ بها لقاء الرقصة .... و الآن قد جاء الخريف و الأقاح سيموت فآثرَ أن ينفعك و اليوم هو الموعد !ِ
هل جلا لكِ الأمر الآن ؟ ! "
شعرتُ حينها بحماقةٍ لم أشعر بها من قبل
و كم أعشقُ الرقص ... لكنني لا أزالُ أفضلُ
" رقصة الأقحوانِ "
قصة : أبطال شجعان
نور طاهر لولو
11سنة
في زمن المحبة والشجاعة, كان هناك قرية صغيرة، تلك القرية الصغيرة كان يعيش فيها بضع رجال أبطال، وكانت القرية تسمى بقرية الأبطال، وكان بجوار هذه القرية قرية أخرى وفيها أيضا بضع الأشبال الأبطال، وكانت تسمى القرية بقرية الأشبال، في ذات يوم قرر أمير قرية الأبطال بأن يقوم بمغامرة بين قرية الأبطال وبين قرية الأشبال، فوافق الأبطال كلهم، في اليوم الثاني جهز الأبطال أعدتهم لرحليهم قراهم.
في اليوم التالي ذهب الأبطال كلهم للغابة للتخييم هناك، وودعهم أهل القرية، وكل رجل جهز خيمته للتخييم وجهزوا الحطب وكل مستلزمات التخييم، في اليوم الأول من التخييم اقترح احد الأبطال بان يقوموا بسباق بين قرية الأبطال وقرية الأشبال، فوافق كل الأبطال ، فقرروا أن يقيموا سباق في تسلق الجبال وسباق في الجري وسباقات أخرى متنوعة واخذوا كل مستلزمات السباقات .
وهم يتسابقون في سباق تسلق الجبال لقد وقع اثنان من فريق قرية الأبطال من أعلى الجبل ثم أتى فريق الإنقاذ وأسعفوهم بأسرع وقت ففاز فريق قرية الأشبال.
بعد تسلق الجبال ذهبوا ليتسابقوا في الجري ، وفي منتصف السباق وقع ثلاثةَ أشبال من فريق قرية الأشبال وواحد من فريق قرية الأبطال وفي نهاية السباق فاز فريق قرية الأبطال وفي المساء ذهبوا للخيام وأعطوا فريق قرية الأبطال والأشبال كؤوس الفوز .
بعد ساعة نام فريق قرية الأبطال ، أما فريق قرية الأشبال فلم يناموا ، وعندما ذهب فريق قرية الأشبال للنوم رأى احد الأشبال ذئباً هو وقبيلته فأيقظ فريق قرية الأبطال وقرية الأشبال ليهاجموا الذئاب ، فهاجموهم وفجأة مسك زعيم الذئاب بأحد من أشبال قرية الأشبال ، لكن لم يبقوا متوقفين في مكانهم ، بل دافعو عنه وحاربوا الذئاب ، وذهبت الذئاب بعيدا عنهم .
وفي صباح اليوم الثاني من التخييم جهز أبطال قرية البطال وأشبال قرية الأشبال أعدتهم للرحيل من الغابة ، وكان أهل القريتين ينتظرونهم على أحر من الجمر ، لأنهم اشتاقوا لهم كثيراً ، فعندما رجع الأبطال والأشبال إلى قراهم ، ورحب بهم أهل قريتهم واستقبلوهم بأفضل استقبال وعاشوا حياة سعيدة في قرية الابطال والاشبال.
*** سِيْمفُونِية الكَلِمَاتْ ***
السبت، ٨ شعبان ١٤٣٢ هـ
بَائعةُ السُكَرِ
في جبينها تزرعُ أُغنيات ناعمة ، ينْفضها العَندليب ، و يلتقطُ نضجَ التفاحةِ فيها ، و يحفرُ قناديلَ الحبِ ، و يوزعُ رائحة البنفسج و يتركُ لصوتِ حفيفها الصَدى ، و يدعمها بِالإرباكِ .
لا ينتزعُ من ذاكرتي ذَلك الشَهر الذي التقتُ فيهِ بسارة ..
كنا مع بعضنا في الكليةِ نَفسها ، لكن كلاً منا كان في قسمٍ مُخْتَلفٍ ، كان الأمرُ صعباً عليّ في البداية حيثُ تركتُ عائلتي الجَوهرية لكنني نسيتُ هذا بقربِ سارة ، كان قربها يُزكي رائحةََ الحياةِ و غناءَ الورد بِروحي .
بنزهةٍ ما خُرافية تبدلَ كل شيء
كان عليّ أن أقبلَ الدُخول إلى كوخِ بائعةِ السكرِ – طبعاً كان أقلَ من ذلك فشكله الخارجي يشبهُ إسطبلاتُ الخيلِ التي لم تنظفْ منذُ أعوامٍ و أعوام .
كانتْ تبيعُ السُكر و كَأنهُ شيءٌ مُقدَسٌ .
منهُ تصنعُ التماثيل ، و كل هذا بدا كَالسِحرِ ، سارة قُتلتْ من ذلك و دهشتْ و انبهرتْ ، أما أنا فدخلَ الشكُ حوافَ كمَنجتي فَسرتُ ذلك في بدايةِ الأمرِ بكرهي للسكر – أحبُ المِلح .
لكن يثر المكانُ رقصةَ اهْتمامي ؛ لأنني أخذتٌ أحللُ نظرات بائعةِ السكرِ المَعْتوهة ، كانَ بيْتها مليئاً بشوائبِ السكرِ ،
سكرٌ و سكرٌ و سكر ، و حتى وجهها كانتْ تلمع فيه بَعض الحَبات !
كانَ يبدو عليها خَبيثة تضعُ سماً في كلِ نظرةٍ للبشرِ ، بها تخدشُ روحهم و تعانق نقطة الشيطانِ لدى الناسِ بالقلبِ ،
وقفتُ في محطةِ شرودٍ كان فيها وجهها ، كانَ خبيثاَ ، مجعداً ، مليئاً بالحثالةِ ، و كأنها أعدمَتََْ للتو العديد منَ الأبرياءِ !
يداها سُكَرِيتان ، و أزرار بشرتِها تصعقُ السَكينةَ .
ثم بدتْ لي كأفضلِ ممثِلة حينما بدأتْ سارة تسألها بعض الأسئلةِ ، لا أتذكرها جيداً سوى أنها لا تتعلقْ إلا بحياتِها الشخصيةِ ، تحدثوا عن أشياءٍ تافهةَ بالنسبةِ لي .
لم يَنقص لبائعةِ السكرِ أنْ تَقول لسارة : " كم عدداً من ملاعقِ الصلصةِ تضَعين للمَعكرونةِ "
قلقتُ منْ اندماجِ سارة معها ، و من تلكَ النظراتِ الدراميةِ التي كانتْ ترتديها بائعةُ السكرِ .
كانتْ منقوعةَ في أقذَرِ الحفرِ ، و مدفونٌ بِداخلها تعويذاتِ القُبور الشَاقة ، كانتْ نظرات مُغَطية بِسقفٍ مُشوش .
خرجتُ من تَخَيلاتي ..
و صرختْ : " هل ستموتين هنا يا سارة ، لقد مللتُ ؟ "
بِنفسِ شدةِ الصوتِ أجابتْ عليّ : " إنني أتحثُ مع البائعة ، لماذا أنتِ غاضبة ؟ "
صحتْ : " و لماذا أنتِ مُندمجة ؟ "
غضبتْ سارة و أعطتْ المرأة النُقود و أخذََتْ ما أكره و خَرجنا ، هدأْتُ من عصبيتي و سألتُها :
" لماذا تحدثتِ مَعها تبدو شريرةً ، بل غبية ، إنها مجْنونة ، و بالطبعِ انْجَذبتِ بِالحَديثِ معَها "
قالتْ بحزمٍ و غضبٍ " لا تقولي عَنها شيئاً كهذا ، أفهمتِ ؟ ، ليسَتْ مُشكِلتي إذا كنتِ تفهمينَ الناسَ خَطأ "
قررتُ الصمتَ ؛ لأنني غضبتُ مما قالتهُ و من طريقةِ الدفاعِ عن تلك المَرأة .
ما لمْ أكنْ أعرِفهُ و عَرفتهُ بمَحضِ المُصَادفةِ هوَ أن سارة كانتْ تذهبُ إلى هُناك كلَ يَوم ، لمْ أُبالي بالأمرِ كثيراً خِشْيةَ موتَ صداقةٍ مُحْتَمَل .
كَان هُناك رمزُ تيهٍ مُهمش في المدينةِ بالشَائِعاتِ يقولُ :
" كلَ منْ أكلَ من سكرِ تلك البائعةِ ماتَ و تحولَ إلى سكر "
خفتُ منْ هَذا الكَلام و لولا إيمَانِي زَالَ الخَوفُ ، و لكنني قَرَرتُ التحدثَ معْ سارة حَولَ موضوعِ تلكَ المرأة في ليلةٍ ما ، و جاءَتْ هَذهِ الليلةِ ، كانَ الظلامُ يشقُ روحهُ و يغلقُ دربَ النَازحينَ إليهِ ، و كانَ في السماءِ نجماً قرْمزياً أشارَ لي حَدسي بأنهُ سَيُنزل لعنةَ أحدٍ عَلينا ، جاءَتْ سارة شاحبةً ، جَبينها كانَ قَدْ فَقَدَ كلَ مُمَيزاتهِ ، و كانَ خَلفَهَا ظلاً ليسَ لجَسَدِها ، يشعرُ بصداعِ الأبَديةِ ، و في زقاقِ وجهها تُرسمُ دَمعةً باكيةً ..
سَألتُها بِلَهفةٍ : " ما بكِ ؟ "
أجابَتْ : " سَأموتُ على يدِ بائعةِ السكرِ ، أُمِي "
صُعِقْتُ ، نفضتُ سوادَ الرؤيةِ عن عَيني و رددتُ بخوفٍ و بضَعفٍ لمْ أشْعُرْ بهما منْ قَبْل :
" هل تُصَدقينَ السحرةَ ؟! ، و هل قلتِ أمكِ ؟ ، أَجَل بصوتٍ لمْ أسمَعْ فيهِ كهذهِ الرَعشةَ منْ قَبْل :
" كانتْ أمِي و كنا عَائلةًَ ، و كانَ لنا بيتاً دافِئاً رغمَ كل شيءٍ مرٌ مذاقهُ شربناهُ سوياً ، قلةَ مالَ أبي ، و مرضَ أخِي - رحمةُ اللهِ عَليه – و موته ، بقينا نحنُ الثَلاثة ، و عُمِرَ البيتَ بضَحِكاتٍ مُلونةٍ ، كانَ الربيعُ يَنزفُ مُفرداتِ الأرضِ الدَافئةِ علينا ، و في يومٍ ما جاءَ وقتُ المحرقةَ القَلبيةَ بِداخلي ، دخلَ قَريتنا بعضَ المُحتلونَ و لكنَ مخططهمْ فشل ، و لكنَ من سُوء حظي البيتَ الوَحيد الذي دخلوهُ كانَ بيتنا ، كنا نرتشفُ الشايَ معاً ، دُقَ البابُ بشدةٍ ، كانَ أبي يحب السكرَ كثيراً فقالَ لأمي : " ضَعي ثلاثةََ مَلاعق من السكرِ لحين أرى مَنْ الطَارق " ، لكنَ أبي لم يعدْ ليغازلَ الشاي و يتغنى بهِ و يقولَ لي و هو يرتشفهُ : " أنتِ أغلى شيءٍ يا قرةَ عَيني في دنْياي أُحبُ في خصلاتِ شَعركِ معزوفةَ النَاي " ، ذَهَبَتْ أُمي لترى ما الأمَر ، رَأَتهُ ميتاً على بابِ بيتنا ، ماتتْ بقَلبِها و خُدِشَتْ روحها ، جُنَتْ بعدَ ذلك ، و بِعْتُ أنا البيت ، و أصبحَ هَمها هوَ أَن يَأكلَ جميعهم السكرَ قبلَ موتهمْ ، كي تُرضي أبي – حسبَ ظنِها - ، و عندما جئتُ إلى هُنا رَأيتها ، كنتُ أودُ أن أعيدها إلى صَوابها لكن لمْ أنجحْ هيَ لم تتذكرني ، صَدقيني شعرتُ بكلِ شيءٍ جميلٍ معكِ لكنني كنتُ أحتاجُ إلى أم ، إلى أب ، إلى أخ ، إلى بيتٍ و حتى إلى سكر ! ، و إلى نَفسي المتشَردةِ بينَ المَكانِ و المَكانِ ، و ها أنا ذا سأموتُ و سأتحولُ إلى سكرٍ . "
أَمْطَرتْ عيناي دُمُوعاً مُعَذَبَة و قٌلْتُ :
" أنتِ أَعزُ صَدِيقَةٍ بِالنسبةِ لي ، و مِنَ المُفْتَرضِ أن أكونَ أنا لكِ كذلك ، لماذا لمْ تُخبريني بِهذا من قَبْل ؟ "
صًرختْ : " كانَ لاُمي صديقةً غاليةً على قلبِها كَمَا أنتِ لي ، لكنها لمْ تحاولَ أن تساعدَ أمي للعودةِ إلى الرشدِ ، بل ساعَدتها على الجُنُونِ ، أعْطَتها طرقَ صنعِ تماثيلِ السكرِ ، فأصْبَحتْ اُمي بائعةَ السكر ، بل بالأحرَى قَاتِلة "
و فَجأةً تحركَ الظلُ الذي كانَ خلفها و بَدَأَتْ روحُ سارة بالذَهَابِ إلى السماءِ ، لَقَطُتها بين ذراعيّ بكلِ لطفٍ و دُموعي غَمرَتْ المكانَ . رددَتْ سارة : " لن أتحولَ إلى سكرٍ فأنا سأموتُ بين يديّ صديقتي التي أُحبها ، لن أتحولَ إلى سكرٍ فأنا سأموتُ بين يديّ صديقتي التي أُحبها ، لن أتحولَ إلى سكرٍ فأنا سأموتُ بين يديّ صديقتي التي أُحبها "
و ذَهبتْ الروحُ المُقَدسةُ إلى رَبِها .. ماتت سارة صرختُ بِأعلى صوت : " سارة ... سارة .. سارة " ، و تدرجَ ارتفاعُ الصَوتِ و اندثرَ باندثارِ القمرِ ليلةَ بَدْرِهِ ..
دُفِنَتْ في بيتِ صداقتنا ، ودعْتُها بحبٍ تعمُ رائِحَتَهُ حَصى دَفاتِرَ أشْعَاري ، و صلاةِ صداقةِ العُمرِ ، و ذَهَبتُ إلى بائعةِ السكرِ و أنا أحْمِلُ قدماي خشيةَ الوقوعِ ، و عندما رأتني ضَحِكَتْ كالشَيطان قائلةً قَبْلَ أن أتكَلم : " هل صدقتِ قصةَ موتِ الناسِ بالسكرِ أيتها الحَمقاء ، كل ما أَرَدتهُ هو نشرُ إشاعةٍ بِذلك و قِطعةُ سمٌ في السكرِ الذي أكلتهُ سارة عِندي ، ههه حتى لا يُصَدِقَكِ الناسُ يا غَبية "
قلتُ لها : " و مَا الذي استفدتيه مِن قَتلِ زحفِ الربيعِ يا عَديمة الرَحمَْةِ "
قالتْ بكلِ ثقةٍ و حُزن : " سَعادةُ سارة "
ضحكتُ حزناً : " سعادةُ سارة ! ، لا بد مِن أنكِ مجنونة ! "
قالتْ : " لقد كانتْ الأغلى لأباها في هذهِ الدُنيا ، لَقد أسْعَدتهُمَا مَعاً لَقد بَعَثتُ لهُ سارة "
بَصَقتُ عليها بِنَظرةٍ تَملؤها القاذورات و قلت : " سارة و أباها سيذهبانِ إلى النعيمِ أما أنتِ فاذهبِ إلى الجحيمِ "
ثم أدرتُ ظهري و مَشَيتُ خطوتين ثم قُلتُ : " هل تعْرِفين ؟ "
أجابتْ بنفسِ الثقةِ و الغرور و كَأنَ شيئاً ما لم يكن قَدْ أَثَرَ فيها : " لا ، ههه و لكن تَهمَني المعرفة "
قلتُ بكلِ قهرٍ : " لستُ من قلةٍ يا لعينةَ أكره السكرَ " .
اشراقة صباح~
الأحد، ٢٦ صفر ١٤٣٢ هـ
هدي القدر
اختبأتْ النيرانُ الملتهبة ، في زجاجةِ ثلجِ جاف ، و هذه الزجاجةُ وقعتْ في حفرةٍ بعيدةِ القعرِ ، و بقت المياهُ المنسابة كانسيابِ شعرِ الأميرةِ الشقراء البني اللامع .
أخذت هذه المياه في التكاثرِ كل يومِ ، إضافةِ قطرات أجمل من ماءِ ، أصبحَ عملَ العديد و العديد .
وكل من توظفَ بتلكَ الوظيفة ، أصبحَ يهيبُ بغيره للعملِ معهُ .
و كلَ من يقترفُ إثماً بإضاعةِ قطرةٍ واحدةٍ ، عوقبَ بطريقةِ تعلمهُ أهمية ما أضاعهُ ؛ ذلك تحسباً من ذهاب عقدةَ العقابِ من عقولِ البشرِ بذهاب الأخطاءِ .
حاولتْ النيرانُ الخروج و لم تيأس ، و كلما تكاثرت المياهُ أخذت هي بالخوف على ضياعِ مستقبلها الميت !
كانت كل يوم تصرخُ مزمجرةً غاضبةً ، كانت كالعاصفةِ التي تمشي كالذئابِ المتحولةِ .
لم يكن أحد يجيل النظر إليها ، كان الكلُ يضحكُ عليها دوماً بضحكاتٍ متباعدةِ المدى ..
كلما ازداد الشوق بها للخروج ، كانت تتذكر ما حرقتهُ و ما سببتهُ من نصبٍ و آلمٍ و حروق للمخلوقاتِ .
فتنظر إلى يداها فتراهما مكبلتان بالقيودِ ...
فكانت تقولُ في أعماقها : " أنا أستحق هذا لكنني لم أصدر هذهِ الحقيقةَ بعد ! لقد تخلو عني استنفادي لم يعد مهمٌ لهم " .
بعد حين أحنَ علَيها الجميع .... و أخرجوها .
النيرانُ أحست بما سببتهُ من جرحٍ للمخلوقاتِ ، أما نحنُ البشر دامَ طغيانُ الحقدِ يملأُ قلوبنا العمياء .
هل سنفعل مثلَ النيران و نتعلم قبلَ فواتِ الأوان !
كما يقال كن أنتَ التغييرَ الذي تود أن تراهُ في هذا العالم !
في أحلامي ... رأيتُ نفسي هنا و هناك
رأيتُ الحياةَ بقلبي ، رأيتهَا ضاحكةً ببسمةٍ تختبئ وراءها آلاف المصاعب ...
لعلي سأرفعُ حلمي عالياً بينَ أساطيرِ الريح !
قبلتُ روحي و قلتُ لها : " ابقي نقية كثلوجٍ بيضاء سرقها الجمال "
و قلتها أيضاً " تمسكِ بعروبة عشقِ سادت أوراقِ النسيان، و اختاري من الصداقاتِ الأجمل ؛ لأنني لا أود بالنهايةِ أن تصابُ الروح الأخرى بالساديةِ ثم لا نجد ضمادات تشفيها إلا لثواني معدودة ! و كوني طيبةً يا روحي و لا تكوني مثل النار ! "
الطيبةُ هي هديُ القدرِ ... لما لا نهنئها دوماً بزفافها !