الأحد، ٢٦ صفر ١٤٣٢ هـ

هدي القدر











اختبأتْ النيرانُ الملتهبة ، في زجاجةِ ثلجِ جاف ، و هذه الزجاجةُ وقعتْ في حفرةٍ بعيدةِ القعرِ ، و بقت المياهُ المنسابة كانسيابِ شعرِ الأميرةِ الشقراء البني اللامع .

أخذت هذه المياه في التكاثرِ كل يومِ ، إضافةِ قطرات أجمل من ماءِ ، أصبحَ عملَ العديد و العديد .

وكل من توظفَ بتلكَ الوظيفة ، أصبحَ يهيبُ بغيره للعملِ معهُ .

و كلَ من يقترفُ إثماً بإضاعةِ قطرةٍ واحدةٍ ، عوقبَ بطريقةِ تعلمهُ أهمية ما أضاعهُ ؛ ذلك تحسباً من ذهاب عقدةَ العقابِ من عقولِ البشرِ بذهاب الأخطاءِ .

حاولتْ النيرانُ الخروج و لم تيأس ، و كلما تكاثرت المياهُ أخذت هي بالخوف على ضياعِ مستقبلها الميت !

كانت كل يوم تصرخُ مزمجرةً غاضبةً ، كانت كالعاصفةِ التي تمشي كالذئابِ المتحولةِ .

لم يكن أحد يجيل النظر إليها ، كان الكلُ يضحكُ عليها دوماً بضحكاتٍ متباعدةِ المدى ..

كلما ازداد الشوق بها للخروج ، كانت تتذكر ما حرقتهُ و ما سببتهُ من نصبٍ و آلمٍ و حروق للمخلوقاتِ .

فتنظر إلى يداها فتراهما مكبلتان بالقيودِ ...

فكانت تقولُ في أعماقها : " أنا أستحق هذا لكنني لم أصدر هذهِ الحقيقةَ بعد ! لقد تخلو عني استنفادي لم يعد مهمٌ لهم " .

بعد حين أحنَ علَيها الجميع .... و أخرجوها .

النيرانُ أحست بما سببتهُ من جرحٍ للمخلوقاتِ ، أما نحنُ البشر دامَ طغيانُ الحقدِ يملأُ قلوبنا العمياء .

هل سنفعل مثلَ النيران و نتعلم قبلَ فواتِ الأوان !

كما يقال كن أنتَ التغييرَ الذي تود أن تراهُ في هذا العالم !

في أحلامي ... رأيتُ نفسي هنا و هناك

رأيتُ الحياةَ بقلبي ، رأيتهَا ضاحكةً ببسمةٍ تختبئ وراءها آلاف المصاعب ...

لعلي سأرفعُ حلمي عالياً بينَ أساطيرِ الريح !

قبلتُ روحي و قلتُ لها : " ابقي نقية كثلوجٍ بيضاء سرقها الجمال "

و قلتها أيضاً " تمسكِ بعروبة عشقِ سادت أوراقِ النسيان، و اختاري من الصداقاتِ الأجمل ؛ لأنني لا أود بالنهايةِ أن تصابُ الروح الأخرى بالساديةِ ثم لا نجد ضمادات تشفيها إلا لثواني معدودة ! و كوني طيبةً يا روحي و لا تكوني مثل النار ! "

الطيبةُ هي هديُ القدرِ ... لما لا نهنئها دوماً بزفافها !