السبت، ١ أغسطس ٢٠٠٩

قصة:عائلة سعيدة ....حزينة

كان ياما كان فى سالف العصر والأوان، كانت هناك عائلة شديدة الثراء تعيش في قطاع غزة، وكان من حولهم جيش

بغيض يريد الإستيلاء علي هذه المنطقة الصغيرة من دولتنا الحبيبة فلسطين، وكانت العائلة مشهورة بين جميع الناس في القطاع وغيره ،وكانت تحتوي هذه العائلة علي جد و جدة وأب وأم وطفل وطفلة،وكان جميع الناس يحسدون هذه الطفلة لجمالها الشديد الذي يزرع في بعض قلوب الناس الحقد علي هذه العائلة.وكانت الطفلة تتميز أيضا بأنها شديدة الذكاء وسريعة البديهة وقليلا ما يجتمع الذكاء والجمال ،كان الجد اسمه سالم، والجدة اسمها حلوة، والأب اسمه مسالم، والام اسمها صوفيا، والطفل اسمه ساحر، والطفلة اسمها جينا. كان اسم الام والطفلة مختلفان عن جميع اسماء العائلات في القطاع ولم يسمي أي أحد مثلهم من هذه الأسماء، لأن الجد كان في شبابه يعمل صحافيا في القدس وكان المسيحيون كثيرون هناك فأعجب ببعض الأسماء ولكنه لم يكره الأخرى فأراد تسمية الطفلة من بعض الأسماء التي عرفها، أما الأم فكان والدها من القطاع ووالدتها من دول المهجر فأرادت تسميتها بهذا الإسم بعد شجار طويل مع زوجها و إنتهى بالحوار والتفاهم مع بعضهم و توصلوا إلى حل .و كان الأب مسالم عكس إسمه يحب الذهاب إلى الأماكن التي يكون فيها إطلاق النار والطفل ساحر كان اسم على مسمى يخرج من أي مكان فجأة لانه سريع فى التحرك.كانت العائلة قليلة الشجار عكس العائلات الكبيرة الأخرى لانهم كانوا متفاهمين ومتحابين مع بعضهم البعض، كانت حياة أبو مسالم (الجد) دائما تتركز في الذهاب إلى السوق والتسوق للعائلة هو ومسالم وحفيده ساحر فى يوم الجمعة من كل أسبوع، والجدة والطفلة الجميلة جينا تساعد أمها وكانت الجدة تعطى الأم صوفيا بعض الوصفات الشهية لكي يكون الطعام لذيذا فيه الروائح التي تفتح الشهية .كانت العائلة دائما تجتمع على مائدة الطعام فى وقته وكان الجد حريصا على حضور الجميع مهما كانت أسبابهم التي يعتذرون بها وكانوا دائما يأكلون الحلويات من صنع جينا وكانوا يتلذذون بها، بعدها يعودون إلى أشغالهم. أما جيرانهم كانوا شديدو الحقد عليهم، وكان جيرانهم من جهة والاحتلال الغاصب من جهة أخرى فكان الاحتلال بقصفه يرعب العائلة والأخص الطفلان ساحر وجينا وكانوا يستيقظون وهم خائفون في وقت متأخر من الليل على أصوات الطائرات التي كانت تشبه الديناصورات الطائرة في ذهن الطفل ساحر.وفي يوم من الأيام العصيبة الشديدة على هذه العائلة، سمعت العائلة قرب اطلاق صواريخ الطائرات، فأرادوا التطلع على مكان اطلاق الصواريخ فنظر الاب مسالم للنافذة فوجد ان الطائرات قد قصفت بيت جيرانهم، فقال مسالم للعائلة : " يا ايتها العائلة الحقوا بجيرانكم ساعدوهم ". وقال لزوجته وهو يهمس لها بأذنها: " الحقيني بالسلاح "، فقالت له : " لكن يا مسالم ان جيراننا يكرهوننا وربما يقولون لنا لا نريد مساعدتكم " فقال لها : " يا صوفيا ان الصديق الحقيقي وقت الضيق وهذا ينطبق على الجيران ايضا " وارتفع صوت الجدة حلوة وهي تقول:" يا مسالم اين انت ذاهب ؟؟ " فقال لها :" يا امي العزيزة اذا لم اعود فادعي لي بالرحمة " .اما الطفلة جينا فقد ذهبت هي وساحر تلحق جدتها وجدها بالماء حتى يطفؤ من نيران حلت بجيرانهم، وهم في طريقهم الى جيرانهم يحملون الماء لهم اصدرت الطائرات صوت قوي ارعب ساحر الذي يعتقدها ديناصورات وقد قال لجده وهو في اشد الرعب : " جدي الديناصورات الطائرة تقترب منا وسوف تأكلنا "، فاستغرب الجد من كلام ساحر، وفهم انه يتخيل الطائرات مثل الديناصورات، فقال له وهو يريد ان يخفف عنه : " يا حفيدي الصغير انها ليست ديناصورات بل انها ذبابات صغيرة اذا ازعجتك تضربها "، فقال ساحر وهو في اشد الاستغراب: "هل تعتقد انها كذلك يا جدي ؟؟ "، فقال الجد: " ولم لا تكون كذلك يا ساحر؟؟ " .فأعطى الجد بقوله هذا المعنويات لحفيده، وبدؤوا بمساعدة جيرانهم وساحر يملأ قلبه شجاعة لكي يمسك هذه الذبابات الطائرة .ولكن فجأة قصفت الذبابات منزل الجد ابو مسالم فنظر الجد الى البيت وهو ينهال على بعضه فأخذ يبكي بشدة، ولكن هذه المرة الجدة قالت :" اذهبوا إلى بيتنا وأطفؤوه، فقال الجد أبو مسالم بصوت عال :" توقفوا وأطفؤوا بيت الجيران فإن بيتهم فيه أمل أما بيتنا فلا يوجد فيه ذرة أمل يعيده الى ما عليه سابقا" .وبعد مدة طويلة أطفؤوا بيت جيرانهم بجهود عائلة البيت وعائلة الجد أبو مسالم ومطافئ الحرائق وبعدها أخذ الجد يبحث عن العائلة فوجد الطفلة جينا فقط فسألها عن الآخرين فقالت له:" ما أدراني يا جدي" فواصل البحث عنهم فوجد الجدة من شدة الدخان في الداخل قد خنقت لكن الجد أخد يجري بها إلى الخارج وأخذها الأطباء والمسعفين منه، ورجع يبحث عن الآخرين فلم يجد أحدا، ثم أخذ الرجال الجد والطفلة إلى الملاجئ، وهو في طريقه وجد الإسعافات تسير بسرعة كبيرة ثم قال :"الله يجيب الي فيه الخير".وسمع الجد بغته صوت احدى الاذاعات في ملجأ، تعلن خبر عاجل عن استشهاد شاب وزوجته في المشفى، الشاب اسمه مسالم والزوجة لم يتم التعرف على هويتها فأخذ الجد يبكي والطفلة. وأتى المساعد في الملجأ فقال للجد أبو مسالم :"لك طلب هاتفي" فقال له :"أنا قادم"، فرد الهاتف وهو يقول :"نعم ,من يكلمني؟" فرد عليه أنا من المستشفى , أرجو ان تتمالك نفسك سيدي فالخبر الذي أحمله لك مؤسف للغاية ,فقال الجد :"نعم..نعم، ما الأخبار؟"، فقال الطبيب: "زوجتك توفيت".لم يستطع الجد تمالك نفسه من صدمة الخبر، فقد كانت زوجته المخلصة والتي قلما يجد الإنسان نظيرا لها عاشت وشاركت معه الحياة مرها وحلوها، فكاد ينهار من صدمة الخبر لولا أنه تمالك نفسه من أجل بقية العائلة، فأتى إليه المساعد في الملجأ مرة أخرى وقال له:"هل حفيدك ساحر؟" فقال الجد نعم، ما الأخبار ؟" فقال:" المساعد لقد أسره الاحتلال "، حينها فوض الجد أمره إلى الله وقال :"اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرا منها"، وبعد مرور أسبوع على الحدث توفي الجد من شدة حزنه وألمه على فراق أحبائه فلم يبقى غير الطفلة واخيها الأسير للاحتلال.ونقلت الطفلة إلى دار الأيتام، وأخذت تتأقلم شيئا فشيئا هناك، وهي في ذكريات حزينة من عالمها السابق، وأخذ الوقت يمر شيئا فشيئا، والأيام والشهور الطويلة، حتى بلغت الطفلة ما يجعلها تهتم بنفسها. بعد مرور ستة أشهر، أخذت جدة جينا "والدة صوفيا" التي تعيش بالمهجر، وه تعيش هناك وحيدة، الاتصال على هاتف عائلة أبو مسالم، ولم تكن هناك اجابة على الهاتف الذي دمر لس وحده، بل الى جانب جميع أجزاء المنزل، فأخذت تتصل ف مركز خدمات الهاتف فقال لها ما حدث مع عائلة الجد أبو مسالم، فقلقت، وأرادت القدوم إلى قطاع غزة.بعد يومين كانت الجدة في مطار غزة، فاتصلت أم صوفيا على هاتف دار الأيتام، ورد عليها أحد العاملين وطبت منه مكالمة الطفلة جينا، وأتى المساعد إلى جينا وقال لها هناك سيدة يبدو من صوتها أنها كبيرة في السن تود محادثتك.تعجبت الطفلة وقالت:"سيدة مسنة!"، فجينا لا تعرف شيء عن عائلتها في دول المهجر، فوالدتها لم تكن تخبرها.وأجابت جينا على الهاتف، فردت عليها أم صوفيا وهي تقول لها:"مرحبا يا جينا، كيف حالك"، فقالت جينا:"من يكلمني؟".فردت:"أنا جدتك أم والدتك صوفيا"وتابعت الجدة حديثها وهي تقول:"أرجو أن تكوني بخير، فقد وصلني الخبر المؤسف والمحدث عما حدث للعائلة، وفكرت أنه من الأفضل أن تأتي للعيش معي، وسأقول لك كل شيء عندما أصل".بعد نصف ساعة وصلت الجدة إلى دار الأيتام، وبحثت عن جينا حتى وجدتها وتحدثت معها عما حدث في السنوات الماضية، وبعد قليل أتى خبر عاجل على تلفاز دار الأيتام يعلن عن هروب مجموعة من السجناء ومنهم السجين الطفل ساحر.بعد يومين أتى ساحر بالليل إلى دار الأيتام، بعد أن سأل بعضا من الناس الطيبين عن مكان شقيقته، وأيقظ أخته وقال لها:"هيا نهرب"، فردت:"هل تعرف أن لنا جدة أم والدتنا صوفيا كانت تعيش في المهجر"، فرد ان لا يعرف ذلك.فقالت له عن كل شيء حدث معها ومع جدتها، وذهبا إليه ليلا خوفا من الاحتلال وأيقظا جدتهما من النوم، وتحاوروا مع بعضهم البعض وأصبح ساحر يعرف جدته معرفة جيدة، ويشعر نحوها بمشاعر جديدة.وبعدها ركب ثلاثتهم سيارة إلى المطار، وكانت الجدة قد جهزت ما يلزم لسفر طفلين معها.بعد أن وصلوا المطار كانت الجيوش تقف على حدود المطار وتجري عملية البحث عن السجناء المطاردين، ولكن بطريقة الطفل ساحر الساحر وسرعته التي اشتهر بها خرجوا من بينهم، وكذلك بمساعدة ذكاء شقيقته جينا، وركبوا الطائرة وخرجوا من المشاكل التي هم بها، وعاشوا سعداء مع جدتهم وفي عائلتهم الجديدة التي اكتشفوا أنها من أصول ملكية. وظلت ذكرى جدهم وجدتهم ووالديهم وتلك الأيام الحلوة ومائدة الطعام، ورحلة سوق يوم الجمعة تأتي في خيالهم وأحلامهم طوال حياتهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق