
استيقظت اليوم على شجار سامر وفادي وهما أخواي, تشاجرا كالعادة بسبب حماس وفتح, أنا كنت جالسة في غرفتي أسمع ما يقولان وابكي...ـ فكان سامر يقول: أصمت, يجب أن تكون مع حماس لا مع فتح.ـ فيرد فادي عليه: هذا ليس من شأنك أنا حر بقراراتي.لم يكن أحدا يهتم بي, فقد كان الجميع منشغلا بمشاكله, كل يوم استيقظ وأصرخ بهما ليصمتا لكن دون فائدة.أثرت هذه المشاكل على علاقتي مع الآخرين حتى مع أبي وأمي, وفي المدرسة أيضا لقبوني بـ(غريبة الأطوار) لأنني لم أصادق أحدا, وهذا يحزنني بشدة ويشعرني بالوحدة, حتى اللونين الأخضر والأصفر كرهتهما بشدة, كل هذا حبيس في قلبي لم يعرفه أحد حتى أقرب الناس لدي: (عائلتي).عندما أذهب إلى المدرسة أفكر بمشاكلي وبهموم عائلتي, لم أهتم بدراستي لهذا نتائجي ضعيفة, وعند رجوعي إلى البيت أدخل غرفتي دون سلام كأنني لست من أفراد العائلة ثم أغلق الباب خلفي أفكر وأتساءل: لماذا يحدث هذا معنا؟ هل يحدث هذا معنا فقط أم يحدث مع عائلات أخرى؟ كنت أعرف أن هذه الأسئلة ليس لها أي إجابة, فما كان يشغل بالي سوى عدة أسئلة ومشاكل عائلتي التي لا تنتهي.أتت أمي لتوقظني صباح يومـ فقالت: ريماس, ريماس استيقظي. استيقظت وشعرت أن هذا اليوم غريب, فلم يكن هناك صوت شجار والغريب أكثر أن أمي أتت لتوقظني بنفسهاـ فقلت لها: أين سامر وفادي؟ـ ردت قائلة: سامر نائم في المسجد أما فادي فهو نائم في غرفته .قلت في نفسي الحمد لله أن سامر ليس هنا لكي يتشاجرا .وبعد ذلك لبست زيي المدرسي ثم قبلت أمي وذهبت, شعرت وأنا بالطريق أن ثقلا ذهب عن صدري, فركزت اليوم بدراستي وانتبهت لحصصي, تحدثت مع زميلاتي بالفصل ,ثم رن الجرس وخرجنا من المدرسة, بعد وصولي إلى البيت تناولت غذائي لوحدي فقد كان أبي بالعمل ,سامر وفادي ليسا بالمنزل ,بعد انتهائي من الغذاء.جلست مع أمي وتحدثنا قليلا وبعدها ذهبت لمراجعة دروسي, سمعت صوت فتح الباب ذهبت لأرى من الذي دخل؟ فكان سامر ثم تبعه فادي ,فعرفت أن المشاكل ستبدأ ,خرجت من غرفتي وجلست في الشرفة سمعت صوت صراخهما على بعض يعلو ويعلو, فانهمرت دموعي, بعد انتهاء الشجار خرجا من المنزل فمسحت دموعي وخرجت إلى الصالة.عرفت أمي أنني كنت أبكي, ترى كل يوم رسوماتي التي أرسمها عند غضبي وحزني, لكنها لم تقدر على فعل شيء, فقد جربت هي ووالدي كل الطرق معهما ولكن كل تعبهما ذهب سدى, فاستسلمنا جميعا لهما.لم أحتمل ان يبقى كل شيء داخلي فلجأت لكتابة مذكراتي, كتبت عن مشاكلي,عن حزني,عن مواقفي مع الجميع وتمنيت أن تنتهي مشاكلنا ونعود عائلة كما كنا لا أن نكون أعداء.يوما قبل ان أنام سمعت سامر يتحدث بالجوال، ويقول شيئا عن مشكلة أو شجار ففهمت من كلامه أن غدا سيكون مشكلة كبيرة بين حماس وفتح بالحارة, فلم أقدر على النوم وأنا أفكر بالذي سيحدث غدا.أتى اليوم الذي لطالما تمنيت ألا يأتي, ولكن ليس بيدي حيلة, لم اذهب إلى المدرسة, لم أقم بفعل شيء, كأنني سجينة بغرفتي, كنت فقط أنتظر الذي سيحدث...حل الليل, وسامي وفادي ليسا بالمنزل فجأة سمعت أصوات شجار عالية فنظرت من النافذة، فوجئت بحشود الناس الذين يقفون مقابل بعضهم البعض بأيديهم رشاشات, ومسدسات, وعصي كثيرة.لمحت سامي وفادي يقفان مقابل بعضهما البعض ثم بدأ إطلاق النار, وصوت ضربات العصي على الجسد,خفت بشدة عليهما ولم أقدر على الدخول, فجأة شعرت بأن شيئا اخترق جسدي ثم فقدت توازني؛ فسقطت من النافذة وصرخت, شعرت بأنني أموت, رأيت سامر وفادي ينظران إلي وبعدها ساد الظلام.....استيقظت بعد ذلك, رأيت نورا وغرفة بيضاء ,عرفت أنني بالمشفى, نظرت جانبي وجدت أبي, وأمي, وسامر, وفادي حولي، شعرت في هذه اللحظة أن أحدا يهتم بي منذ وقت طويل ,ثم نهض سامر وفادي ـ وقالا: سامحينا, فنحن نحبك كثيرا،فرحت بشدة عندها, وحضنت سامر وفادي, ثم بكينا وضحكنا بنفس الوقت .بعد مرور عدة شهور, شفيت من آثار السقوط , خرجت من المشفى إلى عالم جديد مختلف جدا عن عالمي القديم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق